{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)}{وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ} أي الإنس {كَمَا ظَنَنتُمْ} أيها الجن على أنه كلام بعضهم لبعض {أَن لَّن يَبْعَثَ الله أَحَدًا} أي من الرسل إلى أحد من العباد وقيل إن لم يبعث سبحانه أحدا بعد الموت وأيًا ما كان فالمراد وقد أخطؤا وأخطأتم ولعله متعلق الايمان وقيل المعنى أن الجن ظنوا كما ظننتم أيها الكفرة {أَن لَّن} إلخ فتكون هذه الآية من جملة الكلام الموحى به معطوفة على قوله تعالى: {إنه استمع} [الجن: 1] وعلى قراءة الكسر تكون استئنافًا من كلامه تعالى وكذا ما قبلها على ما قيل وفي الكشاف قيل الآيتان يعني هذه وقوله تعالى: {وأنه كان رجال} [الجن: 6] إلخ من جملة الموحى وتعقب ذلك في الكشف بأن فيه ضعفًا لأن قوله سبحانه: {وإنا لمسنا السماء} [الجن: 8] إلخ من كلام الجن أو مما صدقوه على القراءتين لأن من الموحى إليه فتخلل ما تخلل وليس اعتراضًا غير جائز إلا أن يؤول بأنه يجري مجراه لكونه يؤكد ما حدث عنهم في تماديهم في الكفر أولًا ولا يخفى ما فيه من التكلف انتهى وأبو السعود اختار في جميع الجمل المصدرة بأنا العطف على أنه استمع على نحو ما سمعت عن أبي حاتم وقد سمعت ما فيه آنفًا وأن مخففة من الثقيلة اسمها ضمير الشأن والجملة بعدها خبر وجملة أن لن يبعث إلخ قيل سادة مسد مفعولي ظنوا وجوز أن تكون سادة مسد مفعولي ظننتم ويكون الساد مسد مفعولي الأول محذوفًا كما هو المختار في أمثال ذلك ورجح الأول في الآية بأن ظنوا هو المقصود فيها فجعل المعمول المذكور له أحسن وأما كما ظننتم فمذكور بالتبع ومنه يعلم أن كون المختار أعمال الثاني في باب التنازع ليس على إطلاقه.